الجمعة، 10 مارس 2017

انتفاضة الشعب الكوردي في 12 اذار 2004




انتفاضة 12 اذار 
في الثاني عشر من شهر اذار عام 2004 بدأت مدينة  قامشلو الكوردية عاصمة روجافا "شمال شرق سورية" تهيِّئ البلاد لزلزالٍ كورديٍّ، طالت اهتزازاته الارتداديَّة حتى العاصمة دمشق ردا على الجريمة المخططة مسبقاً من قبل النظام السوري وشبيحته, و التي أدت الى أستشهاد اكثر من 50 شاب كوردي وعشرات الجرحى والاف المعتقلين حتا بعد الانتفاضة لم تهدأ السلطات الامنية في ارتكاب عمليات الاغتيال بالشباب الكورد اثناء تأديتهم الخدمة العسكرية الإلزامية...

[youtube src="q1LbZNJ_fMI"/]
ردة فعل الشعب الكوردي في مدينة ديرك



الحادثة
 
 في ذلك اليوم أقيمت مباراة بين فريقي الفتوة والجهاد، إلا أن النظام البعثي والأوساط الشوفينية كانت قد أعدت مسبقاً لارتكاب مجزرة، فقد تم استقدام العديد من الشوفينيين من مختلف مناطق سورية بدأت مع توافد جموع من عرب دير الزور قدِّرت أعدادهم بألفيّ شخص، المستقدمين من مدينة دير الزور على متن 50 حافلة كبيرة للركَّاب، كجمهور لفريق "الفتوَّة" الرياضي، وتحت أنظار وأسماع وصمت القوَّة الأمنيَّة في المدينة، بدأت بالتظاهر في شوارع قامشلو، رافعة صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين، منادية بحياته، وموجِّهةً الشتائم والسباب للكورد وقادتهم (طالباني، بارزاني، أوجلان)، واصفةً إيَّاهم بالخونة والعملاء لأمريكا. ورغم تواجد الشرطة على أبواب المعلب البلدي في المدينة، استطاعت الجموع الغوغاء الدخول إليه، وبحوزتها العصيّ والسكاكين والحجارة.
وقبل بدء المباراة بين فريق المدينة "الجهاد" والفريق الوافد "الفتوَّة"، باشرت الجموع بالتحرش بالجمهور الكوردي، وإلقاء الحجارة عليه، وتوجيه الشتائم له، وبدأ الاشتباك. وقد أثبتت صور الفيديو التي التقطت سرَّا للعراك الناشب، أن قوات الأمن استهدفت الكورد، وعاضدت "جنجوديها".
وخلافاً لعادة الإعلام السوري، الذي لا يتناول حدثاً سوريَّاً، إلا بعد أن تكون وسائل الإعلام العربيَّة والعالميَّة قد ملَّت منه، واستنفدت الحديث عنه، هذه المرَّة تخلَّى الإعلام السوري عن عادته، وبثَّ برنامج "ملاعبنا الخضراء" في الإذاعة السوريّة، الرياضي نبأ توقُّف مباراة بين فريقي الجهاد والفتوَّة، نتيجة اشتباك بين جمهور الفريقين. وذكرت: إن ثلاثة أطفال قتلوا دهساً تحت الأقدام. وكان لهذا الخبر أثره البالغ في غليان المدينة، ووضعها على حافة الانفجار. واتضح فيما بعد، أنه كان خبراً كاذباً وملفَّقاً.
فور سماعهم الخبر، تقاطر الآلاف من الأهلي نحو المعلب، كي يعرفوا ماذا جرى لأبنائهم، لكن قوات الأمن حالت دون دخلوهم إليه. وأصوات الصراخ والشجار والأعيرة الناريَّة كانت تصدر من داخل المعلب. واستمرَّ الغليان في تصاعده، إلى أن وصل محافظ الحسكة، سليم كبّول، (وهو رئيس اللجنة الأمنيَّة التي تضمُّ كل أفرع المخابرات في المحافظة)، إلى المكان، وأمر بإطلاق الرصاص الحيّ على الجموع المحتشدة، وقيل أنه "باشر إطلاق النار من مسدسه الشخصي على المدنيين العزَّل". وهنا بدأت المجزرة، وسقط العديد بين قتيل وجريح، ولم تنم القامشلي ليلتها، نتيجة عمليات كرٍّ وفرٍّ بين المتظاهرين ورجال الأمن والشرطة، وحملات الاعتقال والمداهمة العشوائيَّة.
وفي اليوم الثاني 13/3/2004، نزل أكثر من 400 ألف كوردي لشوارع قامشلو لتشييع جنازات شهداءهم الأربع، المسجَّاة بالإعلام الكورديَّة. وبعد رفض المشيّعين أوامر الأمن بنزع الأعلام عن جثامين الضحايا، أطلقوا النار مجدداً عليهم، فسقط ضحايا جدد. وهنا أعلن الانفجار الكوردي عن نفسه على شكل انتفاضة جماهيريَّة عارمة، بدأت شرارتها من قامشلو، وامتدت نيرانها لكافة المدن الكورديَّة شمال سورية ( ديريك,عامودا، درباسية، تربه سبيه، معبده، سـرى كاني، كوباني، عفرين)، حتى وصلت لمدينة حلب والعاصمة السورية دمشق.....

[youtube src="gyZh5WXtOVQ"/]
فلم وثائقي عن الحادثة باللغة الكوردية - برس23

مظاهر الانتفاضة
خرجت عشرات الألوف من ابناء الشعب الكوردي

في المدن الكورديَّة في مظهرات غاضبة، يقودها الاحتقان والإحساس بالغدر والضيم, تجوب الشوارع، وتهاجم مراكز الشرطة والمخابرات ومقرَّات حزب البعث الحاكم كالسيل الجارف. وللأسف، لم تنجُ من غضب المتظاهرين بعض المؤسسات الخدمية أيضاً. وذكر شهود عيان، إنه وخلال دخول المتظاهرين لمخافر الشرطة والمفارز الأمنيَّة ومكاتب حزب البعث، لم تحدث حالات سرقة أو سلب ونهب، كما تجري العادة في هكذا فلتانات جماهيريَّة، بل كانت الحرق والكسر والتدمير هو لسان حال تطاعي الجموع الغاضبة مع محتويات كل المؤسسات. وهذه نقطة تسجلّ للانتفاضة الكورديَّة.
 وأكَّدت مصادر في المنطقة، بأنه صحيح تمَّ استهداف تماثيل  حافظ الأسد ونجله باسل الأسد، إلا أنه لم يتم إحراق العلم السوري، عكس ما روَّجت له السلطات السوريَّة، استجراراً لمشاعر الحقد والنقمة والتخوين لدى العرب على الكورد.
 وتحدثت السلطات عن استهداف بعض المراكز الحيوية، كصوامع الحبوب والمصارف، بداعي تشويه الحدث، لكن اتضح فيما بعد أن المسؤولين في تلك المراكز والمصارف، وللتستُّر على اختلاساتهم وفسادهم، قاموا بإضرام النيران بتلك المراكز، واتهام المتظاهرين بها، لكون فرصة اندلاع الانتفاضة ولجوء المتظاهرين للحرق، قد أتتهم على طبق من ذهب.
 ومن الأهميَّة بمكان الإشارة إلى أنه شاب أحداث الانتفاضة بعض المظاهر السلبيَّة، مردُّها شدَّة الاحتقان المتراكم منذ عقود، نتيجة تهميش المنطقة، وتمادي السلطات في ممارسة الغبن والظلم اللاحق بأكراد سورية، الذي وصل لإطلاق الرصاص الحيّ على المدنيين العزَّل. ناهيكم عن كون هذه الانتفاضة، عفويّة، وغير منظَّمة، ويقودها بعض من شباب كُرد "القبضايات"، لم يكن لهم أيّة علاقة بالحراك السياسي الكورديّ. واللافت في تلك الانتفاضة هو مشاركة الرجال والنساء والأطفال، وخاصة الشباب، بشكل كبير.

الجزء الثاني والاخير من المقالة

Hassan
حسن رمى

This is a short biography of the post author. Maecenas nec odio et ante tincidunt tempus donec vitae sapien ut libero venenatis faucibus nullam quis ante maecenas nec odio et ante tincidunt tempus donec.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق